مراحل التصميم المعماري خطوات أساسية يجب إدراكها عند امتلاك منزل العمر
يجهل معظم راغبي امتلاك منزل العمر الخطوات الرئيسة لامتلاك منزل العمر ، فيسلم نفسه للمكتب الهندسي دون إدراك لما يقوم به هذا المكتب الهندسي ، وهل يؤدي دوره كما يجب في هذا المضمون ، ويوضح المعماري - محمد حلواني بأن على من يذهب للمكتب الهندسي مطالباً بمعرفة سطحية على الأقل لمراحل التصميم ، والتي تبدأ باستخراج كروكي مساحي للأرض من قبل البلدية الفرعية التابع لها موقع الأرض ويلزم لذلك ان يتقدم مالك الأرض للبلدية مصطحبا معه :
1 صورة صك ملكية الأرض مع الأساس «للمطابقة والتصديق على الصورة»
2 صورة بطاقة الأحوال المدنية مع الأساس
3 تعبئة استمارة طلب الكروكي«تسلم له من قبل البلدية».
4 دفع رسوم استخراج الكروكي
بعد ذلك سيتم تحديد موعد للمساح للوقوف على الأرض ورفع مقاساتها - وهذه العملية قد تستغرق من ثلاث الى خمسة ايام بأغلب الأحيان.
وفائدة كروكي الأرض انه يوضح أبعاد الأرض الفعلية التي سيتبعها المهندس المصمم في عمل المخططات - كما يوضح الكروكي نسبة البناء «مساحة المبنى مقارنة مع إجمالي مساحة الارض» والارتفاعات «عدد الادوار».
ويضيف المهندس - حلواني: تلي هذه المرحلة عمل البرنامج من خلال تحديد الاحتياجات الفراغية «الحجرات» الفعلية التي يحتاجها المالك بمنزله كما يجب تحديد ابعاد هذه الفراغات وموقعها بالبيت وعلاقاتها مع الفراغات الاخرى - ومثال لذلك :
هذا البرنامج متغير من أسرة الى اخرى ومن موقع الى اخر ويعتمد ذلك على عدة متغيرات هي:
1 - مساحة الارض ونسبة ونظام البناء.
2 - عدد افراد الأسرة.
3 - الوضع الاقتصادي والاجتماعي للأسرة.
4 - العادات والتقاليد
وهنالك عوامل اخرى كما ذكرت بموضوع جودة مخططات البناء.
من المهم اشراك كافة افراد الأسرة بوضع البرنامج الوظيفي لمنزل العمر واخص بذلك الزوجة لأنه الأحق والأكفأ بذلك نظرا للأسباب التالية:
1 الزوجة هي اكبر مستخدم للمنزل - حيث يقضي الزوج جل وقته خارجة او نائم.
2 الزوجة اقدر على تلمس احتياجات الأسرة اكثر من الزوج.
3 - من الناحية السيكلوجية تتميز المرأه بقدرتها على التخيل بشكل شمولي وتلمس الجمال بالتصميم اكثر من الرجل - بينما يتميز الرجل بقدرته على تخيل البعد الثالث والتركيز على التفاصيل.
لذا من المهم مشاركتهم سويا بوضع هذا البرنامج ومرحلة التصميم المعماري لأنهم مكملين لبعضهم - ومشاركتهم بوضع البرنامج الوظيفي والتصميم المعماري ستؤدي لنتائج رائعة تحقق احتياجات الاسرة الفعلية بشكل صحيح ويرضي الجميع.
كما لايفوتني التنويه لضرورة مشاركة المصمم «المعماري» باعداد البرنامج الوظيفي - فهو يستطيق تلمس نقاط الضعف فيه ومساعدة الاسرة على التعرف عليها وتصحيحها.
بعد اعتماد البرنامج الوظيفي وموافقة الجميع عليه تبدأ مرحلة التصميم من قبل المعماري لترجمة البرنامج الوظيفي الى رسم - ولكن هنالك ايضا امر مهم يجب عمله من قبل المصمم المعماري قبل البدأ بالتصميم وهو استطلاع الموقع.
كما يؤكد المهندس - حلواني على ضرورة دراسة وتحليل مقومات الموقع البيئية والمكانية والجولوجية: من خلال استطلاع الموقع - والوقوف عليه وجمع المعلومات الخاصة به من خلال معرفة الامور التالية :
1 معرفة المؤثرات الايجابية والسلبية المحيطة بالموقع - واقصد بالمؤثرات تلك المؤثرات البيئية والمكانية - ومثال للمؤثرات السلبية «وجود مبنى مجاور يكشف الموقع بشكل كبير، وجود مصدر ازعاج بصري او صوتي بالقرب من احد جهات الموقع، وجود مبان ملاصقة تحجب الرياح المرغوب بها عن الموقع، ...الخ» ومن المؤثرات الايجابية «عدم وجود كشف بصري مباشر من قبل الجوار، عدم وجود حواجز للرياح السائدة المرغوب بيها، اشراف بصري على منظر جميل من احد واجهات الموقع، ...الخ».
من المهم على المصمم الاستفادة من هذه المعلومات اثناء التصميم وذلك من خلال الاستفادة قدر المستطاع من المؤثرات الايجابية والتقليل من تأثير المؤثرات السلبية بالتصميم الذي سيقوم بأعدادة.
2 عمل دراسات التربة ويقصد بها الفحص الجولوجي للتربة وتحديد الخواص الطبيعية والميكانيكية لطبقات التربة ، وتحديد منسوب المياه الجوفية - وتفيد هذه الدراسات المعماري بالدرجة الاولى على عكس الاعتقاد السائد بأنها من الامور التي يحتاجها المهندس الانشائي «المدني» - كما ان البعض يقوم بهذه المرحلة وقت بداية التنفيذ - وهذا خطأ يقع به الكثير من المهندسين - حيث ان مهمة المعماري ليست عمل تصميم جميل يلبي احتياجات المالك فقط مع عدم الاكتراث لدراسة امكانية التنفيذ مع مقومات الموقع والتي تستدعي باحيان كثيرة تعديل بالمخططات او زيادة تكلفة المشروع - ومثال على ما ذكرت - اذا تمكن المعماري من معرفة قوة تحمل التربة وتصور حجمها التقريبي وعرف منسوب المياة الجوفية المرتفع بعض الشيء - فربما امكنة عمل تصميم معماري يرفع به منسوب التأسيس الى مافوق منسوب المياه الجوفية مما سيقلل من التكلفة والفترة الزمنية للتنفيذ ويحافظ على الاساسات بعيداً عن منسوب المياه الجوفية التي يحتمل ان تؤثر سلبا على المبنى ككل.
ويتم عمل جلسات لموقع الارض المراد التأسيس عليها (تحت المبنى فقط) وإعداد تقرير دراسة التربة لها بعدد جلسات بمعدل جلسة واحدة كل 300 م2 اذا كانت مساحة الارض اكبر من 300 م2 ، اما اذا كانت مساحة الارض اقل من 300 م2 فيجب تنفيذ جلستين على الاقل و العمق يحدد طبقا لطبيعة المنشأة و عدد الادوار و طبقا لتوصيات استشاري التربة.
و بعد الانتهاء من المراحل التحضيرية السابقة يبدأ المعماري بعمل مخططات معمارية ابتدائية للمنزل ليعرضها على المالك لاخذ موافقته عليها - يجب على المالك معرفتها - وهي باختصار:
4 - 1 - المسقط الافقي «Plan»: هو رسم ثنائي الابعاد «طول بعرض» ولا يظهر به البعد الثالث «الارتفاع» ويوضح المسقط الافقي توزيع فراغات المنزل من خلال الحوائط الفاصلة بين هذه الفراغات كما يوضح اماكن الابواب والشبابيك وبعض الاحيان الاثاث ايضا، والسطح والموقع العام
4 - 2- واجهة المشروع «Elevation»: هو رسم ثنائي الابعاد «طول بارتفاع» ولا يظهر به البعد الثالث «العمق او الدخول والبروز» وتوضح الواجهات تفاصيل الشكل الخارجي للمنزل والذي يرى من الجهات الاربع.
ولكل مشروع على الاقل اربع واجهات اذا كان مربعاً او مستطيلاً ويمكن ان يكون لدية اكثر من اربع واجهات اذا كان المبنى خماسي مثل مبنى البنتقون او سداسي ... او اكثر او اقل. وبمعظم المشاريع للمساكن الخاصة تكون هنالك اربع واجهات
4 - 3 - المسقط الرأسي (القطاع) «Section»: هو رسم ثنائي الابعاد «طول بارتفاع» ولا يظهر به البعد الثالث «العمق» وتوضح جزء من المبنى - وهو بفكرة رسمة يشبه المسقط الافقي ويختلف عنه بان القطع به يكون رأسياً بين نقطتين - نقطة بداية ونقطة نهاية.
ويشدد المعماري - حلواني على راغبي امتلاك منزل خاص على ضرورة فهمهم لهذه المخططات ولو بنظرة عامة ، وعدم ترك كل الحرية للمكتب الهندسي ، حيث إن بعضها لا تقدم الخدمة الهندسية المطلوبة والصحيحة.