هندسة التشييد و البناء
تغطى صناعة التشييد والبناء مجالات المبانى بكافة أنواعها والكبارى والقناطر والسدود والطرق والأنفاق والسكك الحديدية والموانئ وشبكات نقل وتوزيع الطاقة الكهربية وجميع أنواع المصانع وخطوط الأنابيب ... الخ ، مما لاغنى للمجتمع عنه.
وتؤدى صناعة التشييد والبناء بذلك دوراً أساسياً فى التطوير الاقتصادى والاجتماعى للوطن، وتمثل بعناصرها المتعددة مركزاً استراتيجيا فى خطط التنمية القومية ، إذ يبلغ نصيبها من إجمالى الاستثمارات الكلية للخطة السنوية للتنمية فى مصر ما يزيد على 45% وينسحب تأثيرها على النسبة الكلية المتبقية من الاستثمارات.
وبالإضافة إلى كبر حجم صناعة التشييد والبناء وأهميتها فإن كبر أحجام الكثير من مشروعات التشييد والبناء قد تزايدت معداتها، وطرق تنفيذها قد تطورت، بحيث أصبحت الجوانب الإدارية والتكنولوجية فى هذه المشروعات لا تقل أهمية عن الجوانب العلمية والهندسية فيها.
فالجانب العملى من الهندسة وهو الغالب على برامج التعليم الهندسى الموجودة بكليات الهندسة بالجامعات المصرية القائمة حالياً يختص بالمبادئ والأصول العلمية المتعلقة بخواص المادة ومصادر القوى الطبيعية وطرق استخدامها وهذا الجانب يستند الى العلوم الأساسية والهندسية وتتجه المقررات الدراسية المتعلقة به الى التركيز على الجانب النظرى للهندسة الذى ينمى مبادئ البحث والتطوير والتصميم كأوجة من أوجه النشاط الهندسى ويخلق لدى المهندس عقلاً قادراً على ترجمة المعرفة الأساسية للعلوم والرياضيات إلى حلول لما يتعرض له المهندس من مسائل ومشكلات.
ويخدم الجانب العملى فى كليات ومعاهد الهندسة الكائنة حالياً مقررات العلوم الأساسية والمقررات الهندسية الأساسية والمقررات التطبيقية المتعلقة بتصميم الأعمال المدنية والأعمال المعمارية.
أما باقى أوجه النشاط الهندسى والتى تضم التنفيذ والتسويق والإدارة فتعتمد أساساً على التكنولوجيا وعلوم الإدارة وفنونها وتركز مناهج التكنولوجيا على التعليم والتدريب الذى ينمى مهارات خاصة محددة تستخدم المداخل التصميمية المعروفة والقابلة للتطبيق على مواقف و مشكلات معينة وذلك بالإفادة من المبادئ التكنولوجية المحددة التى تناسب موقف التخصص المعين وفى الإطار المنظم القياسى لبيئة العمل التكنولوجى وتكفل هذه المهارات تطبيق المعرفة النظرية على التشغيل والتنفيذ ومكونات المعدات وإجراءات الصيانة بفروعها الثلاثة الوقائية Preventive والتنبوئية ( التوقعية ) Predictive والعلاجية Proactive أو Corrective . والمقررات المطلوبة للجانب التطبيقى الهندسى أو التكنولوجى تتعلق بطرق التشييد والبناء ومعداتها وتتسع بذلك عن حدود دائرة الهندسة المدنية والهندسة المعمارية لتشمل أساسيات الهندسة الميكانيكية والكهربية بقدر أكبر مما يتوفر حالياً فى البرامج الدراسية بكليات الهندسة.
كذلك المقررات المطلوبة للجانب الإداري فى هندسة التشييد والبناء تغطى فروع الإدارة والاقتصاد والمال والقانون والتخطيط وترتكز هذه المقررات على قدر غير قليل من الإنسانيات والعلوم الاجتماعية، كما تعتمد على فروع خاصة من الرياضيات مثل الإحصاء والاحتمالات وطرق البرمجة الرياضية وبحوث العمليات …. الخ.
ورغم الجهود التى بذلت حتى بدايات عقد التسعينات للوفاء باحتياجات صناعة التشييد والبناء فى مصر إلا أنها لا تزال ينقصها الكثير وعلى الأخص فى مجال إعداد مهندس التشييد والبناء القادر على النهوض بتبعات التشييد والبناء المتشعبة ( العلمية والهندسية والتكنولوجية والإدارية).
ولقد عقد العديد من المؤتمرات والندوات خلال العشرين سنة الأخيرة (1973- 1993) تناولت موضوع صناعة التشييد والبناء فى مصر وخلصت جميعها إلى التوصية بضرورة إدراج "هندسة التشييد والبناء" فى التعليم والتدريب الهندسي فى مصر، وضرورة تخريج مهندس التشييد والبناء القادر على القيام بدوره فى مصر والدول العربية والدول الأفريقية، كذلك أوصى المجلس الأعلى للجامعات المصرية خلال عقدي السبعينات والثمانينات بإنشاء أقسام علمية وشعب دراسية لهندسة التشييد والبناء بالتعليم الجامعي والعالي فى مصر سواء لدرجة البكالوريوس أو للدبلومات أو للدراسات العليا (الماجستير والدكتوراه) وذلك فضلاً عما تعبر عنه الوزارات المختلفة وشركات القطاع العام والقطاع الاستثماري من حاجتها القصوى لمهندس التشييد والبناء والمؤهل من خلال برنامج دراسي هندسي شامل فى العلوم الهندسية والتكنولوجية وإدارة الأعمال للتشييد والبناء.
وبالنظر إلى تجارب العديد من الجامعات فى الداخل والخارج التى سبقت إلى اقتراح او قامت بتقديم برامج فى هندسة التشييد والبناء محددة الغرض من إنشاء قسم علمى وشعبة دراسية للبكالوريوس فى هندسة التشييد والبناء بتخريج مهندس تشييد وبناء شامل ملم بقدر مناسب من المعارف والمهارات فى النواحى العملية والهندسية والتكنولوجية والإدارية للتشييد والبناء ومستوف للوائح والأسس والمعايير المعمول بها فى المجلس الأعلى للجامعات، يتضح أن مقررات شعبة البكالوريوس هذه يجب أن تضم المجموعات آلاتية:
1 ـ العلوم الأساسية :
وذلك فى حدود النسب التى أقرها المجلس الأعلى للجامعات وعلى أن تشمل فروعها المتطلبات الخاصة لهندسة التشييد والبناء، فتضم أسس الإحصاء والاحتمالات والبرمجة الرياضية وبحوث العمليات إلى جانب الفروع التقليدية من الرياضيات والفيزياء والكيمياء.
2 ـ العلوم الأساسية الهندسية:
وذلك فى حدود النسب التى أقرها المجلس الأعلى للجامعات وعلى أن تشمل قدراً مناسباً من العلوم الأساسية الهندسية فى كل التخصصات المتعلقة بالتشييد والبناء أهمها الهندسة المدنية والهندسة المعمارية والهندسة الميكانيكية والهندسة الكهربية.
3 ـ علوم التصميم
على أن تضم مقررات إجبارية فى الموضوعات الواردة فى معظم التطبيقات مثل الخرسانة المسلحة والمنشآت المعدنية والأساسات ومقررات اختيارية فى بعض التطبيقات مثل السكك الحديدية والطرق والمواني.
4 ـ التكنولوجيا:
مثل طرق التشييد والبناء ومعدات البناء وطرق فحص وصيانة المنشآت.
5 ـ علوم الإدارة والتخطيط:
مثل نظرية الإدارة والسلوك التنظيمى وتخطيط المشروعات.
6 ـ علوم الاقتصاد والمالية:
مثل المحاسبة والإدارة المالية والاقتصاديات الهندسية وتحليل النظم واستراتيجية العطاءات وتحليل المخاطرة.
7 ـ العلوم القانونية:
مثل تشريعات وقوانين التشييد والبناء والعقود والمواصفات والأكواد.
8 ـ المشروع:
ويغطى بقدر الإمكان مواقف حقيقية للتشييد والبناء متعددة الجوانب.